تقبل أعداد كبيرة من الشابات الفرنسيات من أصول مسلمة وعربية على اجراء عمليات "ترقيع البكارة" نتيجة اقامتهن علاقات جنسية قبل الزواج، وتظهر هذا المشكلة في الجاليات القادمة من المغرب العربي باعتبارها تشكل الغالبية الكبرى من الجالية العربية المسلمة التي استوطنت في فرنسا منذ عدة أجيال.
وفي برنامج "مهمة خاصة" الذي بثته قناة "العربية" مؤخرا استطلع حسن زيتوني آراء رهط من ابناء الجالية المسلمة في فرنسا بشأن تلك القضية التي تعكسا أزمة ثقافية واجتماعية بين ابناء الجالية الذين بات الكثير منهم يخشى فقدان هويته نتيجة الاندماج مع عادات المجتمع الفرنسي "العلمانية" التي تتعارض في كثير من الأحيان مع "الثقافة الإسلامية العربية" لتلك الجاليات .
عمليات بالمئات
وأجرى الجراح الفرنسي برنارد بانيال الذي أجرى خلال العامين الماضيين فقط 200 عملية جراحية لفتيات مسلمات وكاثوليكيات ويهوديات، ولكن الأغلبية من هذه المجموعة من الجالية العربية، أن هوية الفتاة تكون مصانة ومضمونة طبقاً للقوانين الفرنسية، ولكن المشكلة التي تظل مطروحة بالنسبة لمعظم الفتيات هي توفير المبلغ المالي المطلوب لإجراء العملية الجراحية، فمعظم الفتيات لا يجدن هذا المبلغ الذي يتراوح بين 300 -400 يورو، خصوصاً وأن هذه العملية لا تدخل ضمن العمليات الجراحية التي تدفعها المصالح الصحية الفرنسية مجاناً.
ويضيف بانيال: "أعرف الكثير من الجزائريات والتونسيات اللواتي يجرين هذه العمليات الجراحية في تونس لأنها قريبة وبسبب المشكل المادي، غير أنني أسعى بدوري لإجراء العمليات هنا في فرنسا لأني لمست عندما درست في جامعة عنابة في الجزائر أن معظم الطالبات تسألنني عن كيفية إجراء عملية خياطة غشاء البكارة".
فروق ثقافية
من جانب آخر،تختلف آراء الشباب المسلم في فرنسا بشأن مسألة الزواج من الفتاة التي نشأت وترعرعت في المجتمع الفرنسي، حتى وإن كانت عربية مسلمة، حيث يرى محمد (مغترب جزائري) أنه مسألة العذرية لم تعد مهمة عند الكثيرين وهناك من مستعد للتزوج من امراة مطلقة وعندها أطفال.
من جهته يرى عميد مسجد مرسيليا الحاج عليلي بأن الجالية الإسلامية تعاني كثيراً من ويلات هذه المسألة الحساسة القائمة بين جيل من الفتيات يرغبن في تقليد زميلاتهن الفرنسيات والأوروبيات، وبين آباء وأمهات متمسكين بتعاليم الدين والتقاليد العربية المحافظة، "طلبنا من العلماء المختصين ومن الجالية والمسؤولين بأن يأخذوا مواقف واضحة بما يخص الأمور الاجتماعية التي تعيشها الجالية، ولكن للأسف الشديد وجدنا خللا في عدم تحمل المسؤولية على حساب الدين الإسلامي".
وبالمقابل يرى مالك شبال (متخصص في علم الاجتماع الإسلامي) أن مقتضيات العيش في الغرب يتطلب من الجاليات الإسلامية ضروة معرفة التعامل مع هذه المجتمعات، والتخلي عن بعض أنماط السلوك والتقاليد القديمة بحسب تعبيره.
وقد أثارت تلك الحلقة من برنامج "مهمة خاصة" ردود فعل متفاوته بين مشاهدي قناة العربية، حيث رآى البعض فيها تسليطا على مشكلة خطيرة تعاني منها كافة المجتمعات الإسلامية بشكل أو بآخر، في حين اعتبر بعضهم أن عرض تلك الحلقة تجاوز الكثير من "الحدود في مجتمعاتنا الشرقية".