الشيطان عند الموت".
وفي حديث آخر أن إبليس لا يكون في حال أشد منه على ابن آدم إلا عند الموت يقول لأعوانه دونكموه فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه وقد يستولى على الإنسان حينئذ فيضله في اعتقاده وربما حال بينه وبين التوبة وربما منعه من الخروج من مظلمة أو أيّسه من رحمة الله.
ويقول له قد أقبلت إليك السكرات التي لا تطيقها ونزع الموت شديد وربما أقلقه وخوّفه وأوقعه في الوساوس والاعتراض على قدر الله والعياذ بالله.
فينبغي للمؤمنة أن تعلم أن هذه الساعة ساعة خروج الروح حين يحمى الوطيس فيتجلد ويصبر ويستعين بالله الحي القيوم على هذا العدو والمترصد ليرجع خائباً فعن أبي هريرة رضي الله عنه – قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "إن المؤمن لينضى شياطينه كما ينضى أحدكم بعيره في السفر" (49)، وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال : " أخر شدة يلقاه المؤمن الموت" (50).
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
* سئل الشيخ ابن عثيمين : انتشر عندنا عادة قبيحة بين الفتيات، وهي فتنة الطالبات بعضهن ببعض، بحيث تعجب الفتاة بفتاة أخرى، لا لدينها بل لجمالها، فلا تجالس إلا هذه الفتاة، ولا تتكلم إلا معها، وتقوم بتقليدها في جميع شئونها، بل يصل الأمر إلى أن تنام عندها أحياناً، وتقبلها في وجهها وصدرها، فهل من نصيحة لمن ابتليت بهذا الداء ؟
* فأجاب : هذا الداء يسمى بداء العشق، ولا يكون إلا من قلب فارغ من محبة الله عز وجل، إما فراغاً كلياً وإما فراغاً كبيراً .
* والواجب : على من ابتليت بهذا الشيء أن تبتعد عمن فتنت بها، فلا تجالسها، ولا تكلمها، ولا تتودد إليها، حتى يذهب ما في قلبها، فإن لم تستطع فالواجب على ولي المرأة الأخرى أن يفرق بينها وبين تلك المرأة، وأن يمنعها من الاتصال بها. ومتى كان الإنسان مقبلاً على الله عز وجل، معلقاً قلبه به، فإنه لا يدخل في قلبه مثل هذا الشيء الذي يبتلى به كثير من الناس وربما أهلكه، نسأل الله العافية.