أعلم سيدتي أن الشتاء استمارة الدخول الى عالم الدفء
وكأنها في نشوة لغناء تعاويذ الميلاد الأولى
وصيف ينظر من بعيد يجر أذيال الهزيمة ويهرب
ويهدد بالعودة من جديد
وحياتنا معلقة بين عقارب ساعاتهم
نتقطر معهم حيث الوجود ماء
ونتصلب في أروقتهم حيث الكون قاحل
هكذا تعودنا نحن الذين اكتوينا بالألم
واقتربنا أكثر لنتفرغ من ذاتنا
سيدتي..
طبيعتنا التي جبلنا عليها علمتنا أن نرفض
ضحكاتنا الصباحية في مشوار المدرسة علمتنا أن نرفض
وبسمة نسرقها من جوف الحزن ترفض
أتدرين لماذا؟؟؟!!
لأننا ما زلنا نختزل بعضاً من نيسان
في ضمائرنا
في عقولنا ..
في قلوبنا..
وردة غرسنا بذرها في عتمة الليل
كي تورد عطرا في الصباح
دعينا نتأمل خيراً إذ لا نملك غيره
ونجلس في صحن حزننا العتيق
على بقايا من قطرات تائهة فوق بيتنا
وبوادر اشراقة شمس الصباح