قبل أيام استقبلنا عام هجري جديد وودعنا أخر ولا جديد يذكر سوى أمجاد الماضي التليد التي تتلى علينا في نفس هذا
الوقت من كل عام فأين جديدنا الذي سوف نسئل عليه في الدنيا قبل الآخرة سوف تسأل الأجيال القادمة مالذي حل بنا من
مصاب جلل حروب وانتكاسات وظلم يتباهى به الظالمون وسوف يسألنا رب العباد عن النعيم , الكثر يتسألون يقولون
أين النعيم ؟ هو موجود في بصرك في صحتك في قوامك في كل شيء من حولك أفلا تبصر أم غشيتك هذه الدنيا ببهرجتها
رغم كل ما يجري من حولنا استقبلناه بالود وباليقين وبلمسة فرح تذكرنا بالماضين فأهلا بك أيها العام الهجري ,
بعد سويعات سوف نستقبل عام أخر جديد عام ميلادي وأخر سوف يهجرنا دونما عودة
تنتابني مشاعر كثيرة عندما تقبل أعياد الميلاد ففي صغري كانوا أكثر الجيران من الطائفة المسيحية وقد كنا أهل وأخوة
وكنا نستقبل أعيادهم ونهنئهم كما يستقبلون أعيادنا ويهنئونا وكنت أخر خمسة أيام من السنة الميلادية أصعد فوق سطح البيت الصغير الذي يتكون من طابق واحد لكي أنتظر (بابا نوئيل) لكي يجلب لي هديتي فقد كانت صديقاتي يجدن هدايا في الصباح تحت الوسادة وأنا لا أجد فقررت أن أنتظره قبل أن يصل إليهن ولكنه لا يأتي وأظل أنتظر رغم البرد القارص
يسحرني منظر الغيوم وهي تتداخل في بعضها بألوان عده منها الداكن والفاتح وتظل عيوني شاخصة للسماء وأظل اسبح
بسم الله دون وعي مني وكبرت وأنا أنتظر حتى وصلت سن أعي فيه الأشياء ولكن المفارقة التي لا أنساها كان هناك صبي أكبر مني بكم سنة كلما خرجت لسطح بيتنا أراه ينظر ألي من بيعد رغم أن أحدنا لا يميز ملامح الأخر وكنت لا أعير له أي أهتمام وبعد عدة سنين من أهتمامه المتواصل وأينما ذهبت أجده أمامي شعرت بحبه المستميت وها أنا أصبحت في مقتبل العمر ولا زلت أخرج أنتظر ولكن ليس بابا نويئل وأنما ذلك الشخص الذي جذب أنبتاهي وأصبحت احبه حب ليس له حدود كما هو ولكن من بعيد فقط لم أكلمه يوم ولم يكلمني كانت فقط نظرات من بعيد في الصغر الى
أن اصبحنا شباب ومن ثم ذهب كل شخص في طريق ولكن بقيت تلك النظرات خالدة كأعياد الميلاد وكانت لي أجمل هدية أتذكرها كلما أقبل عام هجري جديد .
كل عام وأنت بخير أينما كنت كل عام وجميع أعضاء منتدى انت عمري بخير مشرفين مراقبين وأعضاء وزوار كل عام
وأخوتنا المسيحين بكل مكان بألف خير ترانيم أعياد أبعثها من قلبي للجميع .
كريم