ماذا سيغيّر رمضان فينا ..؟!
بقلم: الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الأحمد.
مرّ كثير من الناس بحياتنا، أو مررنا بحياتهم، وكل ينشد أمرين: إما طموح للمعالي والرقي وزيادة الإيجابية والتكثر من كريم الخصال والأخلاق، وإما متضايق من بعض الأخطاء في نفسه وأنواع من السلبيات، وكل منهما: محتاج للتطوير والتغيير لكن يحجبه عن ذلك إما جهل أو عجز، جهل بالعلم النافع للقلب والحياة وبالطرق السليمة والأساليب الحكيمة أحياناً.
وفي الجانب الآخر، قد يتوفر لدى الإنسان علم وفهم وإطلاع، لكنه مصاب بعجز وينقصه قوة الإرادة والعزيمة الماضية، بسبب العادة الحاكمة، أو الترف القاتل، أو الصداقة الساحبة، أو ضعف الإيمان، والإنسان مهما كان وأيا كان، لا بد أنه سائر إما إلى الأمام وإما إلى الخلف، مصداقاً لقول الباري تعالى: لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر"، لذلك إن أردت التغيير فتحرك، لأنك إن وقفت فذلك بداية التأخر!
والباري جل وعلا شرع لعباده المؤمنين أوقاتاً يحركون فيها كوامنهم ويعالجون نفوسهم، ويطورون ذواتهم ويطلقونها من عُقلها، إلى العالم الأرحب والفضاء الأوسع، بعيداً عن شميم المادة، وذلك ظاهر في شعيرة الصوم لأكثر من أربعة أسابيع، فيَجْلُون جهلهم بالقرآن الكريم، ويزيلون عجزهم بالصلاة، وينفون شحهم بالصدقة، وترفّ أرواحهم في ملكوت مقدس، فيخرجون منه إلى عيد الأرواح والأفراح بعد خلوات وصلوات ودعوات وصدقات ودمعات، فاللهم اجعلنا منهم برحمتك يا حي يا قيوم!