جذور الصبر.. في الإيمان العميق
يوصينا الإمام علي (ع) بالصبر بالنسبة للإيمان:
الرأس من الجسد، وكما أن لا حياة في جسم من دون رأس فإنه لا خير في الإيمان بلا صبر.
من البديهي أنه لان فائدة في جسد من دون رأس، لأن العقل هو الآلية الأساسية لبقاء الحياة، وكذلك فإن الإيمان لا يكتمل من دون صبر، لأنه من الضروري أن يبقى الإيمان ويستمر طوال حياة الفرد، فالإيمان مثالي ولكنه بوجود الصبر يصبح واقعيا وقابلا للتطبيق والممارسة، فمثلا الصبر على الصلاة يقود المسلم المؤمن إلى الطريق القويم.
وسواء أكانت الأوقات عصيبة أم مواتية فإن المطلوب منا أن نسعى إلى بلوغ كمال النفوس من خلال الصبر. وبينما نعتبر الثروة والغنى نعمة كبيرة فإنها في الوقت نفسه اختبار لإيماننا:
(ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير) [هود/10-11].
يهدينا الله إلى الطريق القويم ويصفح عن هفواتنا، وعندما نتوجه إلى الباري عز وجل ليهدينا فإننا نتحصن من أولئك المخدوعين بالمنافع المادية في هذه الدنيا. إن جذور الصبر كامنة في الإيمان العميق، وذلك يؤدي بنا إلى أفضل الاتجاهات والتصرفات، أما جودة أدائنا فتتحدد بالاختبارات الإلهية.
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا نصر الله قريب) [البقرة/ 214].