كيف تصبح رئيسا لأميركا..؟؟
الطريق إلى البيت الأبيض صعب وشاق ومعقد ومكلف جدا. ذلك أن الانتخابات الأميركية تعد الأعلى كلفة في العالم. فكيف ترشح نفسك رئيسا لأعظم قوة في العالم؟
في البداية، يسعى السياسي الذي لديه طموح لبلوغ سدة الرئاسة الأميركية، إلى تشكيل لجنة استكشافية تستقرئ الواقع، وتبحث الفرص المتاحة له، وتجمع الأموال اللازمة لتشغيل حملته الانتخابية. في بعض الأحيان، تبدأ هذه الخطوة قبل عامين من الانتخابات. ثم يقوم المرشح بإعلان ترشحه رسميا لانتخابات الرئاسة الأميركية، وينظم حملات دعائية تمهيدية في عدد من الولايات الرئيسية.
وتنطلق لاحقا ما يعرف بالانتخابات المتمهيدية، وعادة ما تبدأ في يناير (كانون الثاني)، قبل الانتخابات الرئاسية، حيث تستمر حتى يونيو (حزيران). في هذا الانتخابات، يتنافس المرشحون ضمن الحزبين الرئيسين في البلاد: الديمقراطي والجمهوري، كي ينالوا دعم وترشيح حزبهم لهم في انخابات الرئاسة. يختار الناخبون في الولايات المتحدة، وعددها خمسون، ما يعرف بـ "مندوبي الحزب"، الذين يتعهدون بدعم مرشح بعينه. في بعض الولايات يستخدمون نظاما يعرف بـ "الكوكاس"، وهو اجتماع محلي أشبه بمؤتمر حزبي، بدلا من عقد انتخابات تمهيدية.
بعد انتزاع مرشح من كل حزب أغلب أصوات "المندوبين"، يتم عقد مؤتمر حزبي وطني، للديمقراطيين والجمهوريين، كل على حدة، وذلك قبل شهور من موعد الانتخابات الرئاسية رسميا. ولا يكون الترشيح مفاجئا. ففي هذه المرحلة يكون من المعروف سلفا من الذي اختاره مندوبو كل حزب. من ثم، يقوم المرشح الرئاسي، عن كل حزب، باختيار نائبه، وفي بعض الأحيان قد يكون أحد منافسيه في الحزب، الذين هزمهم في الانتخابات التمهيدية.
وهكذا، نصل إلى المرحلة النهائية من السباق، الذي يتخذ وتيرة محمومة مع استغلال مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري كل الإمكانات الماحة للفوز، فيتم هدر ملايين الدولارات على الإعلانات والحملات الانتخابية، كما يتعاظم التركيز على المناظرات التلفزيونية بين المرشحين الخصمين. وقد يكون هناك مرشح مستقل، كالمرشح الذي أدمن الخسارة رالف نادر، لكنه غالبا ما يكون تأثيره هامشيا.