حكم قلب أوراق المصحف بريق اللسان
--------------------------------------------------------------------------------
سئل الشيخ الشنقيطي :
فضيلة الشيخ : كثير من الناس –إلا من رحم الله- يقومون أثناء قراءتهم للقرآن بوضع أصبعه في فمه، وأخذ شيء من ريقه حتى يقلب صفحات القرآن ، نرجو توجيه ذلك . وجزاكم الله خيرا ؟
فأجاب :
التوجيه في ذلك شيء ، وتوجيه ذلك شيء آخر ، توجيه ذلك يعني غالبا أنه يقصد به التمكن من التفريق بين الصفحات ، ولكن كره بعض أهل العلم ذلك .
والقلب للأوراق بالبصاق *** أمر قبيح شاع في الآفاق
وبعض من إلى العلوم ينتسب *** يفعله لـجهله المركّب
على كل حال القلب بالبصاق مكروه عند طائفة من أهل العلم ، وسئل الوالد –رحمه الله- ذات مرة
وكان أحد طلبة العلم يتحمس لذلك على أنه جائز ولا بأس به ، فأفتى الوالد بأنه يتقيه الإنسان ما
أمكن ، قال : يا شيخ، ما فيه شيء وصار يراجع الوالد ، قال له لحظة ، فأخذ الوالد من ريقه ،
وقال له : ما رأيك لو وضعته على وجهك ترضى ؟ فنحى وجهه ، فقال : إذا كان هذا لا ترضاه أنت
فكيف بالصحف المكرمة التي ينبغي أن تحفظ ،
فعلى كل حال هذا من باب إكرام كتاب الله –تعالى-
وهو أفضل وأكمل ، قالوا إن هذا قبيح في الصورة والشكل ، فينبغي أن يتقى، وإن كان مقصد
الإنسان به حسنا ، وكم من أمور يكون فيها المقصد حسنا ، لكنها قد تكون في ظاهرها أو ما تشتمل
عليه فيها خلل فيمنع منها ، وعلى كل حال قالوا إنها يختلف فيها القصد، إن قصد فيها تحقير القرآن
ما فيه إشكال ، حتى قال بعض العلماء بكفره ، إن قصد به ازدراء القرآن وتحقيره؛ لأنه كالتفل
عليه والبصاق والوطء عليه وهذا مما ذكروا من الامتهان بالقرآن بالصور الظاهرة الموجبة
للتكفير ، وأما إذا قصد به التمكن من الأوراق وقلبها فهذا مقصود المسلمين غالبا ؛ لأنه ما يوجد
مسلم يقصد به إهانة كتاب الله تعالى ولذلك قال :
وهو قبيح وإن يرد به تحقيره فالكفر قد باء به
وعلى كل حال يحاول من ابتلي بهذا أن يتركه ويتقيه ما استطاع لذلك سبيلا ، لأنه أكمل وأفضل . والله –تعالى- أعلم