[size=25]
((إضاءة على رحلة النبي يونس في بطن الحوت وفوائدها الهامة))
}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}
*** قال تعالى : {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} الصافات.
({###})> قال أهل التفسير ومن أهمهم إبن جرير وإبن كثير رحمهم الله : لقد بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل نينوى من أرض الموصل ، فدعاهم إلى الله عزّ وجل فتمرّدوا على كفرهم وعنادهم ..
فلما طال ذلك عليه من أمرهم ، خرج من بين أظهرهم ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث ليال .
(!!!!!)> فلما خرج من بين ظهرانيهم .. وتحقّقوا نزول العذاب بهم .. قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة ، وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم،،، فلبسوا المسوح ، وفرّقوا بين كل بهيمة وولدها لتساعدهم في النحيب ولترتفع اصواتها معهم ..
(!!!!!)> ثم عجّوا إلى الله عزّ وجلّ وصرخوا وتضرّعوا إليه، وتمسكنوا لديه .. وبكى الرجال والنساء، والبنون والبنات والأمهاب،,, وجأرت الأنعام والدواب والمواشي،،، فرغت الإبل وفصلانها (اي أولادها) ، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وحملانها..
(!!!!!)> وكانت ساعة عظيمة هائلة ..
(!!!!!)> فكشف الله العظيم بحوله وقوّته ورأفته ورحمته عنهم العذاب ، الذي كان قد اتصل بهم بسببه ، ودار على رؤوسهم كقطع الليل المظلم .
وعن ابن عباس: كانوا مائة ألف وثلاثين أو أربعين ألفاً..
({###})> أمّا يونس عليه السلام فبعد خروجه وتركه لقومه ركب سفينة في البحر.. فلجّت بهم وإضطّربت وماجت بهم .. وثقلت بما فيها وكادوا يغرقون من كثرة حمولتها..
فتشاوروا فيما بينهم على أن يقترعوا ، فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة ..
(!!!!!)> فلمّا اقترعوا ،، وقعت القرعة على نبي الله يونس.. فلم يسمحوا بإلقائه في البحر لعظيم مكانته..
(!!!!!)> فأعادوا القرعة مرّة ثانية فوقعت عليه أيضاً.. >>> فشمّر ليخلع ثيابه ويلقى بنفسه ،، فأبوا عليه ذلك...
(!!!!!)> ثم أعادوا القرعة مرّة ثالثة فوقعت عليه أيضاً !! لما يريده الله به من الأمر العظيم..
{###} فألقوه في البحر.. وبعث الله عزّ وجل حوتاً عظيماً من البحر فإلتقمه ..
({###})> وأمره الله تعالى [[[ أن لا يأكل له لحماً،، ولا يهشّم له عظماً،، فليس لك برزق .. ]]].
فأخذه فطاف به البحر ،، ولما استقرّ يونس في جوف الحوت حسب أنه قد مات !! فحرّك جوارحه فتحرّكت فإذا هو حي ّ...
فخرّ لله ساجداً وقال: ((يا رب اتخذت لك مسجداً لم يعبدك أحد في مثله)).
وجعل الحوت يطوف به في قرار البحار اللجيّة ،،، ويقتحم به لجج الموج ،،، فسمع تسبيح الحيتان للرحمان ،،، وحتى سمع تسبيح الحصى لفالق الحبّ والنوى، وربّ السموات السبع والأرضين السبع ، وما بينها وما تحت الثرى.
< !!!!! > فعند ذلك وهنالك قال ما قال: بلسان الحال والمقال ، كما أخبر عنه ذو العزّة والجلال الذي يعلم السرّ والنجوى، ويكشف الضرّ والبلوى: { .. فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} الأنبياء: 87-88
< !!!!! > {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} وكانت ثلاثة" (1) ظلمة الحوت ، (2) وظلمة البحر ، (3) وظلمة الليل.
*** وقوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} قيل معناه: لولا أنه سبّح الله هنالك، وقال ما قال من التهليل والتسبيح والإعتراف لله بالخضوع والتوبة إليه، والرجوع إليه للبث هنالك إلى يوم القيامة. ولبعث من جوف ذلك الحوت.
*** وروى الإمام أحمد وبعض أهل السنن عن إبن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: [[ يا غلام إني معلمّك كلمات: إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة ]].
< ##### > وقال إبن أبي حاتم في (تفسيره) : عن أنس بن مالك قال:
((( أن يونس النبي عليه السلام حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت
===> قال: [[اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين]].
###> فأقبلت الدعوة تحنّ بالعرش ،,,
(!!!) فقالت الملائكة: (( يا ربّ ،، صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة ))..
{***} فقال: {{ أما تعرفون ذاك }}؟؟؟
(!!!) قالوا: [ يا ربّ ومن هو ]؟؟؟
{***} قال: {{ عبدي يونس }}.
(!!!) قالوا: [ عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عملاً متقبّلاً ، ودعوة مجابة ].
(!!!) قالوا: [ يا ربنا أو لا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجيه من البلاء ]؟
{***} قال: {{ بلى }}،،،
{***} > ))).
****************************************
< ##### > وروى إبن جرير الطبري في تفسيره عن أبي هريرة انه قال : ((( لمّا أراد الله حبس يونس في بطن الحوت (*) {{ أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحماً ولا تكسر عظماً }}،،، >> فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر ،،،
###> فلما انتهى به إلى أسفل البحر ،، سمع يونس حسّاً ،،
فقال في نفسه: (( ما هذا )) ؟
{***} فأوحى الله إليه ، وهو في بطن الحوت ، إن هذا تسبيح دواب البحر..
===> قال فسبّح وهو في بطن الحوت ..
>> فسمعت الملائكة تسبيحه..
(!!!) فقالوا: يا ربّنا إنّا نسمع صوتاً ضعيفاً بأرض غريبة ..
{***} قال: {{ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر}}..
(!!!) قالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ؟!
{***} قال: {{ نعم }}.
قال: فشفعوا له عند ذلك ,,
{***} فأمر الحوت فقذفه في الساحل {وَهُوَ سَقِيْمٌ} أي: ضعيف البدن ))).
(###)> وكانت حالته كما وصفها إبن مسعود فقال كان ((كهيئة الفرخ ليس عليه ريش)).
(###)> وذكر أبو هريرة : بأن الله هيّأ له أروية وحشية (شبيهة بالغزلان) ،، فكانت ترضعه لبنها ، وترعى في البريّة وتأتيه بكرة وعشيّة ... فتنفشخ عليه فترويه من لبنها كل عشيّة وبكرة ، حتى نبت (اي جلده وبريء من سقمه).
(###)> وقد قال الله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ} أي: ألقيناه {بِالْعَرَاءِ} وهو المكان القفر الذي ليس فيه شيء من الأشجار .
(###)> وقال أبو هريرة : طرح بالعراء وأنبت الله عليه اليقطينة (اي القرع). قلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة ؟ قال: شجرة الدباء .
قال بعض العلماء في إنبات القرع عليه حكم جمة ؛ منها: أن ورقه في غاية النعومة ، وكثير وظليل ، ولا يقربه ذباب ، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره ، نياًّ ومطبوخاً وبقشره وببزره أيضاً. وفيه نفع كثير، وتقوية للدماغ، وغير ذلك..
*** قال الله تعالى: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}فهو شرط من الله لمن دعاه به)).
(###) وهذا من رحمة الله به ونعمته عليه وإحسانه إليه .. ولهذا قال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} أي: الكرب والضيق الذي كان فيه. {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} أي: وهذا صنيعنا بكل من دعانا واستجار بنا.
*** روى إبن أبي حاتم عن سعد بن أبي وقّّاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[ من دعا بدعاء يونس أستجيب له ]] ودعوته هي : (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )).
*** وروى الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلّمت عليه ، فملأ عينيه مني ... ثم ذكر قصّة طويلة جاء فيها ... [[ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أوّل دعوة : >: (( لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ))، فإنه لم يدع بها مسلم ربّه في شيء قط إلاّ استجاب له ]].
*** قال الله تعالى: {وإنّ يونس لمن المرسلين} وذكره تعالى في جملة الأنبياء الكرام في سورتي النساء والأنعام ، عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام.
*** روى البخاريعن أبي هريرة وكذلك عن إبن عبّاس ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: [[ لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متـّى ]].
******************************************
*** قال الله تعالى عن نبيّه يونس عليه السلام ومحنته مع قومه :{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} يونس: 98
*** وقال تعالى : {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ* فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}الصافات
*** وقال تعالى : {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}الأنبياء:87-88
*** وقال تعالى في سورة نون: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}القلم:48-50
##########################################
**** اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين !!!!!
!!*!! إنا هذه الكلمات كنز عظيم لإجابة الدعاء ..
!!*!! وثروة كبيرة وعظيمة لنستفتح بها أدعيتنا عند أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين...
!!*!! فحبّذا لو نردّد تلك الكلمات الرائعة والمضيئة للروح وللقلوب والعقول ...
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد