أول جندي أمريكي يطلب اللجوء لألمانيا:
حكومة بوش كسرت قلبي
قال أول جندي أمريكي يطلب اللجوء السياسي إلى ألمانيا بعد فراره من الخدمة العسكرية في العراق إن حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش "كسرت قلبه".
وقال الجندي الامريكي اندريه شيفارد الذي ينتظر رد السلطات الالمانية على طلبه اللجوء إليها، إنه يشعر بالغضب الشديد من حرب العراق لاسيما "عندما يموت أشخاص كنا نرغب في أن نجلب إليهم الحرية والسلام".
وأضاف شيفارد في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الالمانية نشرتها في موقعها الالكتروني اليوم الخميس: "بالطبع أشعر بالغضب عندما يتم وضعي في موقف أضطر فيه للمشاركة في تحمل مسؤولية قتل أبرياء وأشعر بالغضب أيضا عندما لا تتم محاسبة من يتحملون المسؤولية الفعلية في واشنطن مثل بوش وأعوانه.. سيواصل هؤلاء الاشخاص العيش بهدوء في مزارعهم والحصول على وظائف راقية رغم أن أيديهم ملوثة بالدماء".
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعقد الامال على الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما قال الجندي الامريكي صاحب البشرة الداكنة: "أوباما لم يدين حتى الان حرب العراق أو أفغانستان واكتفى بوصف حرب العراق بأنها خطأ كما أنه لم يدين بوش وادارته ولذلك فهو يعطي الانطباع بأن كل شيئ على ما يرام".
وأضاف شيفارد (31 عاما) بالقول: "إذ كان أوباما يتحدث بجد عن التغيير فيجب عليه وقف الحرب والحديث مع المواطنين والحكومات ..لن يكون هذا بالامر السهل.. كيف يمكننا الاعتذار عن قتل عراقيين أبرياء وجنود؟".
ودعا شيفارد أوباما إلى البدء بوقف اطلاق النيران ثم تقديم الاعتذار عما حدث باسم الولايات المتحدة بالكامل قبل أن يقاضي حكومة بوش.
وهرب شيفارد من الخدمة العسكرية في العراق في ابريل/نيسان عام 2007 حيث كان يقيم وقتها في أحد المعسكرات بألمانيا عندما وصله طلب المشاركة لمرة ثانية في العراق.
واختفى الجندي الامريكي في ألمانيا حيث أقام لدى بعض الاصدقاء قبل أن يبدأ في التفكير في مسألة طلب اللجوء السياسي لالمانيا.
وسيتم تسليم شيفارد إلى السلطات الامريكية حال رفضت السلطات الالمانية طلبه وعندها قد يواجه عقوبة السجن عدة سنوات أو الاعدام.
وتعقيبا على الشتائم التي يوجهها له أبناء بلده عبر شبكة الانترنت قال شيفارد: "هذا أمر طبيعي فالإنسان الذي يلتحق بالجيش هو بطل في أمريكا حيث ينظر الناس إليك باعتبارك المدافع عن الحرية ولكن عندما تترك الجيش حتى ولو كان لديك سببا وجيها مثلي فإن الكثير من الامريكيين ينظرون إليك كخائن للوطن".
وجدد شيفارد تأكيده أنه غير نادم على الفرار من الخدمة العسكرية وقال: "لو عاد بي الزمن سأكرر نفس الشيء.. قتلنا الكثير من الناس في العراق ودمرنا الكثير".